من أشعار أمل دنقل

من أشعار أمل دنقل

يا وجهها

شاء الهوى أن نلتقي.. سهوا
كم كنت أفتقدك
يا وجهها الحلوا

*********
كل الذي سميته : شدوا
من قبل ما أجدك,
أضحى على شفة الصبا.. لغوا
********
كن لي كما أهوى
امطر علي الدفء و الحلوى
و يدي تبث سماتك الشجوا
فيئن مرتعدك
*******
يا حينما أعدك
الصيف فيك يعانق الصحوا
عيناك ترتخيان في أرجوحة
و الثغر مرتعش بلا مأوى
و عذابه : سلوى
إن جئت أنفض عنده الشكوى
********
في الليل افتقدك
فتضئ لي قسماتك النشوى
تاتي خجول البوح مزهوا
و على ذراع الشوق استندك
و أحس في وجهي لظى الانفاس
حين يلفني رغدك !
و أنام !
تحملني رؤاك لنجمة قصوى
نترفق الخطوا
نحكي, فأرشف همسك الرخوا
و يهزني صحوي.. فافتقدك
لكن بلا جدوى !
يا وجهها الحلوا
امطر, فإني مجدب السلوى
مازلت لا أقوى
أن أنقل الخطوا
لك فانني سندك
******
يا وجهها الحلوا
مازلت أفتقدك
مازلت أفتقدك


مقتل القمر
و تناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس
في كل المدينة :
" قتل القمر " !
شهدوه مصلوبا تدلى رأسه فوق الشجر !
نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة
من صدره !
تركوه في الأعواد ,
كالأسطورة السوداء في عيني ضرير
و يقول جاري :
" كان قديسا , لماذا يقتلونه؟ "
و تقول جارتنا الصبية :
" كان يعجبه غنائي في المساء
و كان يهديني قوارير العطور
فبأي ذنب يقتلونه ؟
هل شاهدوه عند نافذتي-قبيل الفجر-يصغي للغناء !؟! "


شئ يحترق
شئ في قلبي يحترق
إذ يمضي الوقت.. فنفترق
و نمد الأيدي
يجمعها حب
و تفرقها .. طرق
********
و لأنت جواري ضاجعة
و أنا بجوارك مرتفق
و حديثك يغزله مرح
و الوجه.. حديث متسق
ترخين جفونا
أغرقها سحر
فطفا فيها الغرق
و شبابك حان جبلى
أرز و غدير ينبثق


استريحي

استريحي
ليس للدور بقية
انتهت كل فصول المسرحية
فامسحي زيف المساحيق
و لا ترتدي تلك المسوح المريمية
و اكشفي البسمة عما تحتها
من حنين و اشتهاء و خطية
كنت يوما فتنه قدستها
كنت يوما
ظمأ القلب و ريه


العشاء الأخير

أعطني القدرة حتى ابتسم
عندما ينغرس الخنجر في صدر المرح
و يدب الموت كالقنفذ في ظل الجدار
حاملاً مبخرة الرعب لأحداق الصغار.
أعطني القدرة حتى لا أموت.
منهك قلبي من الطرق على كل البيوت
علني في أعين الموتى أرى ظل ندم
فأرى الصمت كعصفور صغير
ينقر العينين و القلب و يعوي
في ثنايا كل فم

No comments:

Post a Comment