تزيين الأسواق في أخبار العشاق
داوود الإنطاكي
فصل في الترغيب في العشق و الحث عليه
قيل أن بهرام جور لم يرزق سوى ولد فأخذ في
ترشيحه للملك و هو ساقط الهمة إلى أن اتفق المعلمون من الحكماء و غيره على أن لا
نافع له غير العشق فسلط عليه الجواري يعبثن به إلى أن علق بواحدة منهن فأمرها
الملك بالتجني عليه و إنها لا تطلب إلا رفيع الهمة ذا رغبة في العلم و الملك فكان
بسبب ذلك من أجل ملزك الفرس و أعلمها و في المعنى قال ابن الاحنف :
و ما الناس إلا العاشقون ذوو الهوى و لا خير فيمن لا يحب و يعشق
و قال بعضهم :
و ما سرني إني خلي من الهوى و لو أن لي ما بين شرق إلى غرب
و قال ابن أبي كثير لابن أبي الزرقاء هل عشقت
حتى تكاتب و تراسل فقال لا قال لن تفلح و الله أبدا.
و أنشد الشعبي :
إذا أنت لم تعشق و لم تدري ما الهوى فأنت و عير في الفلاة سواء
و عجزه غيره فقال :
فكن حجرا من يابس الصخر جلدا
و أنشد ابن معاذ :
و لا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر خليلا و لم ينظر إليك حبيب
و قالت امرأة فيه أيضا :
رأ]ت الهوى حلوا إذا اجتمع الشمل و مرا على الهجران لا بل هو القتل
و من لم يذق للهجر طعما فإنه إذا ذاق طعم الحب لم يدر ما الوصل
و قد ذقت طعميه على القرب و النوى فأبعده قتل و أقربه خبل
No comments:
Post a Comment