من كتاب : الوصايا في عشق النساء ( أحمد
الشهاوي )
اعلمي أن لا عشق يتم لمتحول قلاب , و لن تثبت
لك قدم دون أن تفيض روح جسدك.
انتبهي , فالسر في القلب , و البعد لا يولد
جفاء , ما دامت القلوب تغير و تفتح.
اخلقي جنتك في نفسك , و لتكن قبة السماء قبتك
الصلاتية , في قبلتها يتحدد مصير العاشق.
كوني ديوانه ,فأنت زمانه و أبداله و أوتاده ,حيث
إنك زمانه الدائري المتصاعد ,الذي هو زمن الأزمنة.
لا تقطعي معه و لو لنانية واحدة, فالقطيعة
داء لا دواء له, و العشق وصل بالروح و الجسد, فاتحدي به و حلي.
كوني عصا محبك, بحيث لا يستطيع أن يملك من
أمره شيئاً دونك.
لا تخضعي قلبه لنزوات غضبك, فالغضب داء
الزمان, و لم تسلم من شروره أمم.
لا تخجلي من صرختك التي تشق الليل, و تحيي
النجوم بعد موتها, ففي سكر الصراخ حياة العاشق, و فيه بعث حبك.
اجعلي عشقكما نشيداً, فما من شي بينكما أكمل
من الحب, خصوصاً إذا تيقنت أنك لست عابرة أو تجربة أو نزوة أو وسيلة.
ليكن نهداك طريق صوابه, فهما سرك, و كوبا
سمائه, و مركبا قلبه, فالعالم ناقص لا تمام له, إلا بجوهرهما.
كوني نايه, فما موسيقاك إلا دمه, ما عزفه إلا
اجتراح لروحه كي يصلك, ففي الوصال حياتكما.
صوني نفسك, لكن لا تهملي عاشقاً عرف ذاته بك.
و تكشفت له أسرار علوية لمذاقك.
دعي محبته تنزل في كأسك قطرة فأخرى, فسراجه
المشتعل. لا يجعل المحبة تنفد, فلا نفاد لعشق تحمله امرأة, بنت ذاتها تحت قبة
السماء وحيدة.
اعرفي أن لا شئ يأكل المحبة غير الظن بأن
العاشق قد تحولت روحه عن محراب محبوبه, فحكمي الباطن, فإنه قاضي العشق العادل.
لا تجعلي قلب محبوبك يطمئن أبداً, فإذا اطمأن
القلب سكن, فعليك بالإيقاد و الإحراق, دونما مغالاة لا طاقة للعاشق بها.
ابذلي ما في قلبك من حب له, بحيث لا يبقى فيه
شئ إلا و يكون له. فقدمي محبوبك على المال و النفس, و وافقيه ظاهراً و باطناً, و
لا تهملي أمراً له, يجلك و يطعك. و هذا من أعظم المحبة.
أثقليه بعرشك, و لا تستأذني, تكبر المحبة
بينكما, ففي ذلك شهوة لا تفنى, و ذروة النشوة, و تحقق المراد الذي حلمتما به.
إذا رأيت عاشقك في وجد عظيم عليك, فلا
تفارقيه, افديه و ابذلي الود, لا تتمنعي, فابتلاء الرجل بمحبة امرأته, و لعب الغرام بقلبه أمر جلل, لا
يقع للمرء إلا مرة واحدة.
إذا خلوت به, فاصنعي ما أحببت, و اهتكي سترك,
و تجاسري و اكشفي, و فيضي بكل قطرة من مائك, يتنزل ماء العاشق,و تفوزي باللذة.
No comments:
Post a Comment