من الشعر السياسي لنزار قباني

: و يقول عني الأغبياءإني بأشعاري , خرجت على تعاليم السماء
من قال إن الحب عدوان على شرف السماء ؟
إن السماء صديقتي
تبكي إذا أبكي
و تضحك إن ضحكت
و تزيد أنجمها بريقا
إن أنا يوما عشقت
ماذا إذا غنيت باسم حبيبتي ؟
و زرعتها في كل عاصمة
كغابة كستناء
*********
في ليالي الشرق لما يبلغ البدر تمامه
يتعرى الشرق من كل كرامة
و نضال
فالملايين التي تركض من غير نعال
و التي تؤمن في أربع زوجات
و في يوم القيامة
الملايين التي لا تلتقي بالخبز إلا في الخيال
و التي تسكن في الليل بيوتا من سعال
أبدا ما عرفت شكل الدواء
تتردى جثثا تحت الضياء
*************
مقصلة تنصب   و الأشرار
يلهون بأنثى دون إزار
و جميلة , بين بنادقهم
عصفور في وسط الأمطار
الجسد الخمري الأسمر
تنفضه لمسات التيار
و حروق في الثدي الأيسر
في الحلمة في.... في.... يا للعار
***************
يا وطني الحزين
حولتني بلحظة
من شاعر يكتب شعر الحب و الحنين
لشاعر يكتب بالسكين
*****************
إذا خسرنا الحرب لا غرابة
لأننا ندخلها
بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه
لأننا ندخلها
بمنطق الطبلة و الربابة
خلاصة القضية
توجز في عباره
لقد لبسنا قشرة الحضاره
و الروح جاهليه
جلودنا ميتة الإحساس
أرواحنا تشكو من الإفلاس
أيامنا تدور بين الزار
و الشطرنج
و النعاس
  ( هل ( نحن خير أمة قد أخرجت للناس
يا أيها الأطفال
من المحيط للخليج أنتم سنابل الآمال
و أنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال
و يقتل الأفيون في رؤوسنا
و يقتل الخيال
*************
حين يصير الحرف في مدينة
حشيشة يمنعها القانون
و يصبح التفكير
كالبغاء
و اللواط
و الافيون
جريمة يطالها القانون
حين يصير الناس في مدينة
ضفادعا مفقوءة العيون
فلا يثورون و لا يشكون
و لا يغنون و لا يبكون
ولا يموتون و لا يحيون
تحترق الغابات و الاطفل و الأزهار
تحترق الثمار
و يصبح الإنسان في موطنه
أذل من صرصار
 حين يصير العدل في مدينة
سفينة يركبها قرصان
و يصبح الإنسان في سريره
محاصرا بالخوف و الأحزان
حين يصير الدمع في مدينة
أكبر من مساحة الأجفان
يسقط كل شئ
الشمس
و النجوم
و الجبال
و الوديان
و الليل و النهار و البحار و الشطآن
و الله
و الإنسان

No comments:

Post a Comment