أجمل العبارات و المقاطع من رواية : ( أنا يسوع ) للمؤلف: جيلبرت سينويه. ترجمة : سعيد بوكرامي- الجزء الأول

أجمل العبارات و المقاطع من رواية : ( أنا يسوع ) للمؤلف: جيلبرت سينويه. ترجمة : سعيد بوكرامي

-         أكتب. أكتب مادامت يدي تستمد القوة من الركض فوق ورق البردي. أكتب من أجل أن نتذكر. أكتب كي أحذرهم, لأني أشعر باقتراب العاصفة. أكتب لهؤلاء الذين سيقرؤونني ليعلموا أني لم أرغب في شئ مما يرغبون فيه.

-         أسمع. مازلت أسمع صرير الأشواك و هي تسحق جبهتي, و ضربات المطارق و هي تطرق بجانب وجهي ممزوجة بصخب الصراخ المتعالي من أحشاء يهودية, و السامرة, و الجليل.

-         ارتفعت الرياح, و الغيوم حجبت الشمس, و خشب الصليب اللاذع يكشط أجزاء من لحمي.

-         لحمي أصبح متشققا و بئيسا, مثقبا و مشرفا على الموت.

-         أسمع, مازلت أسمع الصوت المكتوم للمسمار الأول المخترق لعروق معصمي. الحديد بارد, و كأن الشتاء في دمي. بدأت الرياح تعول و تصفع وجهي.

-         هل أنا من قال هذه الكلمات؟                                                      ربي, لم تخليت عني؟ إليك كان الآباء يلجؤون, و كنت تخلصهم. و أنا؟ أنا الدودة و لست الإنسان, عار على الناس و محتقر من الشعب. كل من يراني يسخر مني. أنت أخرجتني من بطن أمي, و وضعتني بأمان بين ثدييها. و اليوم, ها هي ثيران حوران تحيط بي. تفتح في وجهي أشداقها الشبيهة بالأسود المفترسة, و المزمجرة. أنا مثل الماء الذي يجري, عظامي جميعها تتصدع. قلبي كما الشمع يذوب في أحشائي. قوتي تيبست كما الطين, و لساني يلتصق بحنكي. ها قد صيرتني غبار الموت, أمام أعين الكلاب التي تسيجني. ثقبوا يدي و قدمي. كما يمكنني عد جميع عظامي, ها هم يراقبونني, و يخدشون وجهي, و يتنازعون ملابسي, و يقترعون ردائي. أصبحت حياتي في مقابل سلطة الكلاب!

-         كنت وحدي منبوذا من الجميع تقريبا.

-         بلا جدوى, حدقتا عيني تتمددان باحثة بين الحشد البشع المتجمع مثل طور من الجماجم.                                                 لا أحد. الفارون. كلهم هربوا كنساء فزعات. بينما النساء أنفسهن لم يتخلين عني قط. كنت أرى المجدليات من بين جراحي و دمائي.

-         النساء فقط, و أمي أيضاً. آه يا بني ! أمي المصلوبة في أحشائي, اليتيمة المتوسلة يكاد ينفجر قلبها. مريم يا روح الروح. كانت تعرف, كانت دائما تعرف, بواسطة ذلك الرابط السري الذي يربط الأم بابنها, أن هذه الساعة آتية لا ريب فيها. كانت تعرف : لن يتبقى لديهم نبيذ. ذاكرتي تسترجع, كانت تهمس بهذه الجملة خلال زواج ابنة ناثان في قانا الجليل. لن يتبقى لديهم نبيذ.

-         أما أنا, أنا ما كان بمقدوري أن أغير أي شئ؟ امرأة يا امرأة! ما الذي كان بيننا كي تقرأن الكلمات التي لا أراها. تلك الحروف المنقوشة في اللامرئي المبلط الذي تطأه خطوات الرجال؟                                                                            الثلاثة عشر الفارون : ( أضرب الراعي فتتشتت خرفان القطيع ).