حديث الصباح و المساء- نجيب محفوظ
-في السماء زرقة صافية, و على الأرض تغفو
ظلال أشجار البلخ, و أديم الميدان العتيق يشرق بنور الشمس, و يتلقى من الحارات
هديرا لا ينقطع.
-عملاق في الرجال, بالطول و العرض, و قسمات
الوجه الخليقة بتمثال, يجري دمه الدافق في أديم أسمر, صورة خيالية لبطل حكاية
شعبية بشاربه الكث و راحته المنبسطة, و ظاهر يده الأشعر.
-ألقاب رنانة... و الأصل أجير على باب الله !
-لا يغرنك الهتاف, الإنجليز هم القوة
الحقيقية, عدلي قريب منهم و لكنه لا يوفر الأمان الدائم, هناك سلطة شرعية هي
الوسيلة الباقية بين الإنجليز و هي العرش, فليكن ولاؤنا للملك !
-أقاربنا الأغنياء. وهبهم الله مالا لا يعد و
خسة لا تدانى.
-يذهب الشقاق و ينسى و يظل القلب ينبض بدقات
القربى..
-لا يعرف من شئون الدنيا إلا فنه و لا ينتمي
إلا لأحلام التفوق و الثراء, و يكاد لرقة دينه أن يكون بلا دين عن غير إلحاد.
-كل الفرص متاحة, لك العلم و الذكاء و الهمة
فتجنب الإنحراف, لا تسخر من النصيحة. إن كنت ممن يسخرون من القيم, فعلى الأقل احرص
على السمعة و اخش السجن !
-و قرأت كتاب الأحزان و هو يقلب صفحاته صفحة
في إثر صفحة.
-يا له من عالم مجنون. و لكنه لذيذ.
-خفق قلبها بعاطفة رقيقة و لكن داخل قفص ذي
قضبان صلبة من الحياء و التقاليد.
-وهبك الله الثروة ليمتحنك فاحذر امتحانه..
-و كان الزواج قد حولها من الرعونة إلى رزانة
عجيبة و جدية فائقة و أمومة سخية.
-و لكنها كانت كالمحيط الذي يستقبل الأمواج
العالية و العواصف الهادرة ثم يهضمها في صبر و أناة كي يعود إلى هدوئه الشامل و
سيادته الكاملة.
-على الزوجة أن تكون مروضة للوحوش.
-و لكن العادة قاهرة و اللسان خائن.
-المصادفة مأساة المآسي في حياة البشر.
-كانت أتعس أهل الأرض و لكنها اختارت تعاستها
بنفسها.
-إنها دائبة على تعويض لهفاتها و حسراتها
بالأخيلة المحمومة الفاجرة و السقوط الوهمي.
-و لما حتم القضاء طرقها الموت بلطف و دماثة.
-و لكنه كان دائما يحوم حول ما يفتقده فخسر
كثيرا من الأحلام و أحد الحسد قلبه و لسانه.
-و جاءت الحرب و الإظلام و الغارات فأعلن أن
الحياة صفقة خاسرة.
-و من العجيب أنها كانت تلقى المصائب بإرادة
مؤمنة صابرة قوية, قادرة على تلقي المصائب و هضمها, و معايشة الحزن الباقي بحكمة
جعلتها غرضا سهلا للإتهام بالبرود.
-المدرس يجب أن يكون حسن السمعة.
-كثيرون لا يعرفون النعمة إلا بعد زوالها.
-حسبي القلب و هو أضعف الإيمان.
-صدق من قال أن الأقارب عقارب.
-نحن نحلم بالراحة دائما و لكن لا راحة مع
الحياة.
-لقد ولى السادات نيابة عن عبد الناصر ثم قتل
كذلك نيابة عنه !
-انتصار البورجوازية يعني انتصار الرجعية !
-من الحكمة أيضا ألا نخلق لنا عدوا كل يوم.
-و أنا لا أكره الثراء شريطة أن يقترن
بالنقاء !
-إنها قسمة عادلة, فالثراء للأقوياء و
الأخلاق للضعفاء..
-هل أصبحت الحياة الشريفة مستحيلة حقا ؟!